جاء الإعلان عن المشروع خلال اللقاء الذي عقد في مقر أكاديمية الشارقة للتعليم بحضور سعادة علي الحوسني، مدير هيئة الشارقة للتعليم الخاص، وحضره كل من لورنا ويجلي، مديرة الجودة والتدريب في مؤسسة شايلد بيس البريطانية ومفتشين ومراجعين وإداريين من الجانبين.

جرى خلال اللقاء مناقشة سبل وآليات تنفيذ المشروع المشترك بين هيئة الشارقة للتعليم الخاص، وأكاديمية الشارقة للتعليم، و"شايلد بيس"، لجهة تطوير سياسات وبرامج تعزز هذا القطاع الحيوي تماشيًا مع رؤية واستراتيجية إمارة الشارقة نحو تحسين وتعزيز قدرات الحضانات وتطوير منظومتها التربوية والتعليمية وصولًا لأفضل النتائج.

ويأتي مشروع ”زيارات مراجعة تحسين حضانات الشارقة“ عملاً بالتوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة ”حفظه الله “، وانطلاقًا من استراتيجية الشارقة للتعليم الخاص لدعم وتطوير قطاع التعليم المبكر حيث يعكس المشروع التزام الشارقة بتوفير فرص تعليمية عالية الجودة للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، التي تعد من أهم المراحل التعليمية، باعتبارها مرتكز أساسي لجميع المراحل التعليمية اللاحقة، علاوة على توفير الدعم اللازم للكوادر التعليمية والإدارية العاملة في الحضانات.

ورحب عبد الله المرزوقي، المستشار التّربوي في هيئة الشّارقة للتعليم الخاص، بالشراكة مع مؤسسة "شايلد بيس"، مشيداً بالجهود المتواصلة التي بذلتها الهيئة والمؤسسة منذ (ابرام الشراكة)، الرامية إلى تطوير إطار متميز لتعليم الطفولة المبكرة وأكد أهمية هذه الزيارات لما لها من دور حيوي في تطوير الحضانات في الشارقة، لافتاً الى وجود ترتيبات لوجستية سبقت الإعلان عن المشروع الريادي تضمنت إشراك أطراف المجتمع التعليمي، بما في ذلك أولياء الأمور الذين تلقوا استبيانًا من الهيئة لتقييم الحضانات من واقع تجربتهم، وأبرز النقاط التي يرون ضرورة تسليط الضوء عليها وما يمكنهم تحسينه.

 وأوضحت لورنا ويجلي، مديرة الجودة والتدريب في مؤسسة "شايلد بيس" أن وفداً من هيئة الشارقة للتعليم الخاص وأكاديمية الشارقة للتعليم قد نفذ زيارة لمقر المؤسسة الرئيسي في الولايات المتحدة يوليو الماضي وتجولوا في عدد من دور الحضانات الخاصة حيث أفضى هذا الانطباع الإيجابي إلى اتخاذ قرار بمتابعة الشراكة التي تعد الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط.
 
وقالت إن المرحلة الأولية للشراكة تضمنت تقييما للحضانات في الشارقة وتوفير مقارنة معيارية، تبعها تواجدهم في الإمارة لإطلاق المشروع، مشيرة الى خطط ومبادرات أخرى سترى النور قريباً وتصب جميعها في خدمة تطوير التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة.
 
وأكدت بأن جميع المراجعين من "شايلد بيس" المشاركين في المشروع والذين سيكونون جزءًا من فريق زيارات المراجعة، ويعدون من أصحاب الخبرات الطويلة التخصصية في مجال رعاية الأطفال، بما في ذلك 5 سنوات على الأقل مع "شايلد بيس“ وأوضحت أن الهدف من هذه الزيارات والمشروع هو تعزيز جودة الرعاية والتعليم في حضانات الشارقة، وأن الزيارات ليست تقييمية بل هي زيارات مراجعة. 

وسلطت لورنا الضوء على الإطار الذي تم تطويره بالتعاون بين الهيئة والأكاديمية و"شايلد بيس" وأعربت عن اعتزازها بهذه المبادرة، مشيرة إلى أنها الأولى من نوعها في الدولة، مبدية تفاؤلاً كبيرًا بشأن الآفاق المستقبلية للمشروع، ونوهت بالتزام "شايلد بيس" بمواصلة الشراكة والتعاون.

هذا وقد نظمت الهيئة في إطار استعداداتها لتنفيذ  المشروع  سلسلة من الجلسات التطويرية بعنوان "أسبوع التطوير المهني" ترأستها بشرى قدورة، أخصائية في تحسين الطفولة المبكرة والحضانات بالهيئة وشارك فيها مديري ومديرات الحضانات والقائمين على التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث تطرق المشاركون لمجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك تطبيق أفضل الممارسات بتعليم الطفولة المبكرة، وتطوير استراتيجيات التعلم الفعالة، وتعزيز مهارات التفكير الناقد والإبداعي للمعلمين والمربين، الى جانب بعض المحاور المهمة ذات العلاقة بهدف تمكين الكوادر التعليمية من تقديم تجارب تعليمية متميزة وملهمة للأطفال في المرحلة الأولى من حياتهم.

وجدير بالذكر أن إطلاق مشروع "زيارات مراجعة تحسين حضانات الشارقة" يندرج ضمن جهود الهيئة المستمرة لتعزيز جودة التعليم وتحسين البيئة التعليمية للأطفال في الإمارة عبر توفير بيئة تعليمية محفزة ومشجعة تساعد على تحقيق النمو الشامل للأطفال، مع التركيز على تنمية مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية واللغوية والحركية، كما تهدف الجهود أيضًا إلى تعزيز دور أولياء الأمور كشركاء في عملية التعلم والتطوير، من خلال توفير الدعم والتوجيه لهم حول كيفية دعم تطور أطفالهم في المنزل، مما يسهم في بناء جيل متميز يسهم في تقدم المجتمع والمستقبل.

يأتي هذا التعاون بين الهيئة ومؤسسة تشايلد بيس ثمرة لتوقيع اتفاقية بينهما لإجراء زيارات مراجعة التحسن في الحضانات الحكومية والخاصة بالإمارة والبالغ عددها 141 حضانة وتعد تلك الزيارات بمثابة أداة تطويرية لتحسين جودة المخرجات التعليمية في الحضانات.